الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.فوائد لغوية وإعرابية: قال السمين:سورة المعارج:{سأل سائِلٌ بِعذابٍ واقِعٍ (1)}قوله: {سأل}: قرأ نافع وابنُ عامر بألفٍ محْضةٍ. والباقون بهمزةٍ مُحقّقةٍ، وهي الأصلُ، وهي اللغةُ الفاشيةُ. ثم لك في {سأل} وجهان أحدُهما: أنْ يكون قد ضُمِّن معنى دعا؛ فلذلك تعدّى بالباء، كما تقول: دعوت بكذا. والمعنى: دعا داعٍ بعذابٍ. والثاني: أنْ يكون على أصلِه. والباءُ بمعنى عن، كقوله:(فأسْأل بن خبيرا)، وقد تقدّم تحقيقُه. والأولُ أوْلى؛ لأن التجوُّز في الفعل أوْلى منه في الحرف لقوتِه.وأمّا القراءة بالألفِ ففيها ثلاثةُ أوجهٍ، أحدها: أنها بمعنى قراءة الهمزة، وإنما خُفِّفتْ بقلْبِها ألفا، وليس بقياسِ تخفيفِ مثِلها، بل قياسُ تخفيفِها جعْلُها بين بين. والباءُ على هذا الوجهِ كما في الوجهِ الذي تقدّم. الثاني: أنها مِنْ سال يسال مثلُ خاف يخاف. وعينُ الكلمةِ واوٌ. قال الزمخشري: وهي لغةُ قريش يقولون: سِلْت تسالُ، وهما يتسايلان. قال الشيخ: وينبغي أنْ يُتثبّت في قوله: إنها لغةُ قريشٍ، لأنّ ما جاء في القرآن من باب السؤالِ هو مهموزٌ، أو أصلُه الهمزُ، كقراءة منْ قرأ {وسلُوا اللهُ مِنْ فضلِه} [النساء: 32] إذ لا جائزٌ أنْ يكون مِنْ {سال} التي عينُها واوٌ، إذ كان يكون ذلك {وسالوا الله} مثل (خافوا)، فيبْعُدُ أن يجيء ذلك كلُّه على لغةِ غيرِ قريشٍ، وهم الذين نزل القرآن بلغتِهم إلاّ يسيرا، فيه لغةُ غيرِهم. ثم في كلامِ الزمخشريِّ (وهما يتسايلان) بالياء، وهو وهمٌ من النسّاخ، إنما الصوابُ: يتساولان بالواو، لأنه صرّح أولا أنه من السُوال يعني بالواو الصريحةِ، وقد حكى أبو زيدٍ عن العربِ: (هما يتساولان). الثالث: أنّها مِنْ السّيلان. والمعنى: سال وادٍ في جهنم بعذابٍ، فالعينُ ياءٌ، ويؤيِّدُه قراءة ابن عباس {سال سيْلٌ}. قال الزمخشريُّ: والسّيْلُ مصدرٌ في معنى السائلِ كالغوْر بمعنى الغائر. والمعنى: اندفع عليهم وادي عذابٍ. انتهى. والظاهرُ الوجهُ الأولُ لثبوتِ ذلك لغة مشهورة قال: وقرأ أُبيٌّ وعبد الله {سال سالٌ} مثل (مال) وتخريجُها: أنّ الأصل (سائلٌ) فحُذِفتْ عينُ الكلمةِ وهي الهمزةُ، واللامُ محلُّ الإِعرابِ وهذا كما قيل: (هذا شاكٌ) في شائِكِ السِّلاح وقد تقدّم الكلامُ على مادةِ السؤالِ في أول البقرة، فعليك باعتبارِه.والباءُ تتعلّق ب {سال} من السّيلان تعلُّقها ب (سال الماءُ بزيدٍ). وجعل بعضُهم الباء متعلقة بمصدرٍ دلّ عليه فِعْلُ السؤال، كأنه قيل: ما سؤالُهم؟ فقيل: سؤالُهم بعذابٍ، كذا حكاهُ الشيخ عن الإِمام فخر الدين، ولم يعْترِضْه. وهذا عجبٌ؛ فإنّ قوله أولا إنه متعلِّقٌ بمصدرٍ دلّ عليه فِعْلُ السؤال. يُنافي تقديره بقوله: (سؤالُهم بعذاب)؛ لأنّ الباء في هذا التركيبِ المقدّرِ تتعلّق بمحذوفٍ لأنها خبرُ المبتدأ، لا بالسؤال.وقال الزمخشري: وعن قتادة: سأل سائلٌ عن عذابِ الله بمنْ ينْزِلُ وعلى منْ يقعُ؟ فنزلتْ، و{سأل} على هذا الوجهِ مُضمّنٌ معنى عُنِي واهتمّ.{لِلْكافِرِين ليْس لهُ دافِعٌ (2)}قوله: {لِلْكافِرِين}: فيه أوجهٌ، أحدُها: أنْ يتعلّق ب {سأل} مضمّنا معنى {دعا} كما تقدّم، أي: دعا لهم بعذابٍ واقع. الثاني: أنْ يتعلّق ب {واقعٍ} واللامُ للعلةِ، أي: نازلٌ لأجلِهم. الثالث: أن يتعلّق بمحذوفٍ صفة ثانية لـ {عذابٍ}، أي: كائنٍ للكافرين. الرابع: أنْ يكون جوابا للسائلِ، فيكون خبر مبتدأ مضمرٍ، أي: هو للكافرين. الخامس: أنْ تكون اللامُ بمعنى على، أي: واقعٍ على الكافرين، ويؤيِّده قراءة أُبيّ {على الكافرين}، وعلى هذا فهي متعلِّقةٌ ب {واقعٍ} لا على الوجهِ الذي تقدّم قبله.وقال الزمخشريُّ: فإنْ قلت: بم يتصِلُ قوله: {للكافرين}؟ قلت: هو على القول الأولِ متصلٌ بعذاب صفة له، أي: بعذابٍ واقعٍ كائنٍ للكافرين، أو بالفعل، أي: دعا للكافرين بعذابٍ واقعٍ، أو بـ: {واقع}، أي: بعذابٍ نازلٍ لأجْلِهم. وعلى الثاني: هو كلامٌ مبتدأٌ، جوابا للسائل، أي: هو للكافرين. انتهى.قال الشيخ: وقال الزمخشريُّ: أو بالفعلِ، أي: دعا للكافرين، ثم قال: وعلى الثاني وهو ثاني ما ذكر في توجيهِه للكافرين قال: هو كلامٌ مبتدأٌ جوابا للسائلِ، أي: هو للكافرين. وكان قد قرّر أنّ {سأل} ضُمِّن معنى {دعا} فعُدِّي تعديته، كأنه قال: دعا داعٍ بعذابٍ، مِنْ قولك: دعا بكذا إذا استدعاه وطلبه، ومنه قوله تعالى: {يدْعُون فِيها بِكلِّ فاكِهةٍ} [الدخان: 55] انتهى. فعلى ما قرّره أنه متعلِّقٌ ب {دعا} يعني ب {سأل}، فكيف يكونُ كلاما مبتدأ جوابا للسائلِ، أي: هو للكافرين؟ هذا لا يصِحُّ.هذا كلامُ الشيخِ برُمّتِه، وقد غلِط على أبي القاسم في فهْمِه عنه قوله: وعلى الثاني إلى آخره. فمِنْ ثمّ جاء التّخْبيطُ الذي ذكره. والزمخشريُّ إنما عنى بالثاني قوله: وعن قتادة سأل سائلٌ عن عذابِ الله على منْ ينْزِلُ وبمنْ يقع، فنزلتْ، وسأل على هذا الوجهِ مُضمّنٌ معنى عُنِي واهتم. فهذا هو الوجهُ الثاني المقابِلُ للوجهِ الأولِ: وهو أنّ {سأل} مضمّنٌ معنى {دعا}، ولا أدري كيف تخبّط على الشيخِ حتى وقع فيما وقع، ونسب الزمخشريّ إلى الغلطِ، وأنه أخذ قول قتادة والحسنِ وأفسده؟ والترتيبُ الذي رتّبه الزمخشريُّ في تعلُّقِ اللامِ مِنْ أحسنِ ما يكونُ صناعة ومعنى.قوله: {ليْس لهُ دافِعٌ} يجوزُ أنْ يكون نعتا آخر لـ {عذابٍ}، وأنْ يكون مستأنفا، والأولُ أظهرُ، وأنْ يكون حالا مِنْ {عذاب} لتخصُّصه: إمّا بالعملِ، وإمّا بالصفة، وأنْ يكون حالا من الضميرِ في {للكافرين} إنْ جعلْناه نعتا لـ {عذابٍ}.{مِن اللّهِ ذِي الْمعارِجِ (3)}قوله: {مِّن الله}: يجوزُ أنْ يتعلّق ب {دافعٌ} بمعنى: ليس له دافعٌ مِنْ جهته إذا جاء وقتُه، وأنْ يتعلّق ب {واقع} وبه بدأ الزمخشريُّ، أي: واقعٌ من عندِه. وقال أبو البقاء: ولم يمْنعِ النفيُ من ذلك؛ لأنّ ليس (فعلٌ)، كأنه استشعر أنّ ما قبل النفيِ لا يعملُ فيما بعده، فأجاب: بأنّ النفي لمّا كان فِعْلا ساغ ذلك.وقال الشيخ: والأجودُ أنْ يكون {من الله} متعلقا ب {واقعٍ}، و{ليس له دافعٌ} جملة اعتراضٍ بين العاملِ ومعمولِه. انتهى. وهذا إنما يأتي على القول بأنّ الجملة مستأنفةٌ، لا صفةٌ لـ {عذاب} وهو غيرُ الظاهرِ، كما تقدّم لأخْذِ الكلامِ بعضِه بحُجْزةِ بعضٍ.قوله: {ذِي} صفقةٌ لـ {الله}. والعامّةُ {تعْرُج} بالتاء منْ فوقُ. والكسائيُّ بالياءِ مِنْ تحتُ وهما كقراءتيْ {فناداه الملائكةُ}، التاءِ، واسْتضْعفها بعضهُم: من حيث إنّ مخْرج الجيم بعيدٌ مِنْ مخْرجِ التاءِ. وأُجيب عن ذلك: بأنّها قريبةٌ من الشينِ؛ لأنّ النّفس الذي في الشينِ يُقرِّبُها مِنْ مخْرجِ التاءِ، الجيمُ تُدْغمُ في الشين لِما بينهما من التقاربِ في المخْرجِ والصفةِ، كما تقدّم في {أخْرج شطْأهُ} [الفتح: 29] فحُمِل الإِدغامُ في التاءِ على الإِدغامِ في الشينِ؛ لِما بين الشينِ والتاءِ من التقاربِ. وأُجيب أيضا: بأنّ الإِدغام يكونُ لمجرّدِ الصفاتِ، وإنْ لم يتقاربا في المخْرجِ، والجيمُ تُشارِكُ التاء في الاستفالِ والانفتاحِ والشِّدّةِ. وتقدّم الكلامُ على المعارجِ في الزخرف.{تعْرُجُ الْملائِكةُ والرُّوحُ إِليْهِ فِي يوْمٍ كان مِقْدارُهُ خمْسِين ألْف سنةٍ (4)}قوله: {والروح}: مِنْ بابِ عطفِ الخاصِّ على العامِّ، إنْ أُريد بالروح جبريلُ عليه السلام، أو ملكٌ آخرُ مِنْ جِنسِهم، وأُخِّر هنا، وقُّدِّم في قوله: {يوْم يقُومُ الروح والملائكة صفّا} [النبأ: 38] لأنّ المقام هنا يقْتضي تقدُّم الجمع على الواحدِ من حيث إنه مقامُ تخْويفٍ وتهويلٍ. و{وكان مِقْدارُه} صفةٌ لـ {يوم}، والجملة مِنْ {تعْرُجُ} مستأنفةٌ.قوله: {فِي يوْمٍ} فيه وجهان، أظهرُهما: تعلُّقُه ب {تُعْرُجُ}. والثاني: أنه يتعلّقُ ب {دافعٌ} وعلى هذا فالجملة مِنْ قوله: {تعْرُجُ الملائكةُ} معترضةٌ، والضميرُ في {إليه} الظاهرُ عوْدُه على الله تعالى. قيل: يعودُ على المكانِ لدلالةِ الحالِ والسياقِ عليه. والضميرُ في {يروْنه} و{نراه} لليومِ إنْ أُريد به يومُ القيامة. وقيل: للعذاب.{يوْم تكُونُ السّماءُ كالْمُهْلِ (8)}قوله: {يوْم تكُونُ}: فيه أوجهٌ، أحدُها: أنّه متعلِّقٌ ب {قريبا}، وهذا إذا كان الضميرُ في {نراه} للعذاب ظاهرٌ. الثاني: أنْ يتعلّق بمحذوفٍ يدُلُّ عليه {واقع}، أي: يقعُ يوم يكونُ. الثالث: أن يتعلّق بمحذوفٍ مقدّرٍ بعده، أي: يوم يكونُ كان كيت وكيت. الرابع: أنه بدلٌ من الضميرِ في {نراه} إذا كان عائدا على يومِ القيامة. الخامس: أنه بدلٌ مِنْ {في يومٍ} فيمنْ علّق ب {واقع}. قاله الزمخشريُّ. وإنما قال فيمنْ علّقهُ ب {واقع} لأنه إذا عُلِّق ب {تعْرُج} كما تقدّم في أحدِ الوجهْين استحال أنْ يُبْدل عنه هذا؛ لأنّ عُروج الملائكةِ ليس هو في هذا اليومِ الذي تكونُ السماءُ فيه كالمُهْلِ والجِبالُ كالعِهْنِ، ويشْتغِلُ كلُّ حميمٍ عن حميمِه. قال الشيخ: (ولا يجوزُ هذا) يعني إبداله مِنْ {في يوم}. قال: لأنّ {في يوم} وإنْ كان في موضعِ نصبٍ لا يُبْدلُ منه منصوبٌ؛ لأنّ مثل هذا ليس بزائدٍ ولا محكومٍ له بحكمِ الزائدِ ك (رُبّ)، وإنما يجوزُ مراعاةُ الموضعِ في حرفِ الجرِّ الزائدِ كقوله: وكذلك لا يجوزُ (مررْتُ بزيدٍ الخياط) على موضع (بزيدٍ) ولا (مررْتُ بزيدٍ وعمرا) ولا (غضِبْتُ على زيد وجعفرا) ولا (مررْتُ بعمروٍ أخاك) على مراعاةِ الموضع. قلت: قد تقدّم أنّ قراءة {وامسحوا بِرُؤُوسِكُمْ وأرْجُلكُمْ} [المائدة: 4] من هذا البابِ فيمنْ نصب الأرجل فيكُنْ هذا مثله، وقد تقدّم فلا نُعيده.ثم قال الشيخ: فإنْ قلت: الحركةُ في {يوم تكون} حركةُ بناءٍ لا حركةُ إعرابٍ فهو مجرورٌ مثلُ {في يومٍ} قلت: لا يجوزُ بِناؤُه على مذهبِ البصْريين؛ لأنه أُضيف إلى مُعْربٍ، لكنه يجوزُ على مذهب الكوفيين، فيتمشّى كلامُ الزمخشريِّ على مذهبِهم إنْ كان استحْضره وقصده. انتهى. قوله: (إنْ كان اسْتحْضره) فيه تحامُلٌ على الرجلِ. وأيُّ كبيرِ أمرٍ في هذا حتى لا يسْتحْضِر مثل هذا؟ والتبجُّحُ بمثلِ هذا لا يليق ببعضِ الطلبةِ، فإنها من الخلافِيّاتِ المشهورة شُهْرة: وتقدّم الكلامُ على المُهْل في الدخان. وأمّا العِهْنُ فقيل: الصوفُ مطلقا. وقيل: بقيْدِ كونِه أحمر. وقيل: بِقيْدِ كونِه مصْبوغا. وقيل: بقيْدِ كونِه مصْبوغا ألوانا، وهذا ألْيقُ بالتشبيه؛ لأنّ الجبال متلوِّنةٌ، كما قال تعالى: {جُددٌ بِيضٌ وحُمْرٌ} [فاطر: 27].{وتكُونُ الْجِبالُ كالْعِهْنِ (9)}قوله: {ولا يسْألُ حمِيمٌ}: قرأ العامّةُ {يسْألُ} مبنيا للفاعل. والمفعولُ الثاني محذوفٌ فقيل: تقديرُه لا يسْألُه نصْرهُ ولا شفاعته لعِلْمِه أنّ ذلك مفقودٌ. وقيل: لا يسْأله شيئا مِنْ حمْل أوْزارِه. وقيل: {حميما} منصوبٌ على إسقاطِ الخافض، أي: عن حميمٍ لشُغْلِهِ عنه. وقرأ أبو جعفر وأبو حيوة وشيبةٌ وابنُ كثير في روايةٍ {يُسْأل} مبنيا للمفعول. فقيل: {حميما} مفعولٌ ثانٍ، لا على إسقاطِ حرفٍ، والمعنى: لا يُسألُ إحضاره. وقيل: بل هو على إسقاطِ (عن)، أي: عن حميم.{يُبصّرُونهُمْ يودُّ الْمُجْرِمُ لوْ يفْتدِي مِنْ عذابِ يوْمِئِذٍ بِبنِيهِ (11)}قوله: {يُبصّرُونهُمْ}: عُدِّي بالتضعيفِ إلى ثانٍ وقام الأولُ مقام الفاعلِ. وفي محلِّ هذه الجملة وجهان، أحدُهما: أنّها في موضعِ الصفةِ لحميم. والثاني: أنها مستأنفةٌ. قال الزمخشري: فإنْ قلت: ما موقعُ {يُبصّرُونْهم}؟ قلت: هو كلامٌ مستأنفٌ، كأنّه لمّا قال: لا يسْأل حميمٌ حميما قيل: لعلّه لا يُبصّرُه. فقيل: {يُبصّرُونهم}. ثم قال: ويجوزُ أنْ يكون {يُبصّرُونهم} صفة، أي: حميما مُبصّرين مُعرِّفين إياهم. انتهى. وإنما جُمِع الضميران في {يُبصّرُونهم} وهما للحميميْن حمْلا على معنى العموم لأنهما نكرتان في سياقِ نفْي. وقرأ قتادةُ {يُبْصِرُونهم} مبنيا للفاعل مِنْ أبْصر، أي: يُبْصِرُ المؤمنُ الكافر في النار. وتقدّمتْ القراءة في {يومئذٍ} فتحا وجرّا في هود. والعامّةُ على إضافة {عذاب} لـ {يوْمِئذ}، وأبو حيوة بتنوينِ العذاب، ونصْبِ {يوْمئذٍ} على الظرف. وقال الشيخ هنا: الجمهورُ بكسرِها، أي: ميم يومِئذ، والأعرج وأبو حيوة بفتحِها. انتهى. وقد تقدّم أنّ الفتح قراءة نافعٍ والكسائيِّ.{وفصِيلتِهِ الّتِي تُؤْوِيهِ (13) ومنْ فِي الْأرْضِ جمِيعا ثُمّ يُنْجِيهِ (14)}قوله: {وفصِيلتِهِ}: قال ثعلب: الفصيلةُ: الآباء الأدْنوْن. وقال أبو عبيدة: (الفخِذُ). وقيل: عشيرتُه الأقربون. وقد تقدّم ذِكْر ذلك عند قوله: {شُعُوبا وقبآئِل} [الحجرات: 13]. و{تُؤْويه} لم يُبْدِلْه السوسيُّ عن أبي عمروٍ قالوا: لأنّه يُؤدِّي إلى لفظٍ هو أثقلُ منه، والإِبدالُ للتخفيفِ. وقرأ الزُّهريُّ {تُؤْوِيْهُ} و{تُنْجِيْهُ} بضمِّ هاءِ الكنايةِ، وهو الأصلُ و{ثم يُنْجِيه} عطف على {يفْتدي} فهو داخِلٌ في حيِّز {لو} وتقدّم الكلامُ فيها: هل هي مصدريةٌ أم شرطيةٌ في الماضي؟ ومفعولُ {يودُّ} محذوفٌ، أي: يودُّ النجاة. وقيل: إنها هنا بمعنى (إن)، وليس بشيءٍ. وفاعلُ {يُنْجِيه}: إمّا ضميرُ الافتداءِ الدالُّ عليه {يفْتدي}، أو ضميرُ منْ تقدّم ذِكْرُهم، وهو قوله: {ومن فِي الأرض}. و{منْ في الأرض} مجرورٌ عطفا على {بنيه} وما بعده، أي: يودُّ الافتداء ب {من في الأرض} أيضا. و{جميعا} إمّا حالٌ، وإمّا تأكيدٌ، ووُحِّد باعتبارِ اللفظِ. و{كلاّ} ردْعٌ وزجْرٌ عن اعتقادِ ذلك.{كلّا إِنّها لظى (15)}قوله: {إِنّها لظى نزّاعة}: في الضميرِ ثلاثةُ أوجُهٍ، أحدُها: أنه ضميرُ النار، وإنْ لم يجْرِ لها ذِكْرٌ لدلالةِ لفظِ {عذاب} عليها. والثاني: أنه ضميرُ القصةِ. الثالث: أنه ضميرٌ مبهمٌ يُترْجِمُ عنه الخبرُ، قاله الزمخشري. وقد تقدّم تحقيقُ ذلك في قوله تعالى: {إِنْ هِي إِلاّ حياتُنا الدنيا}. فعلى الأولِ يجوزُ في {لظى نزّاعة} أوجهٌ: أنْ يكون {لظى} خبر (إن)، أي: إنّ النار لظى، و{نزّاعةٌ} خبرٌ ثانٍ، أو خبرُ مبتدأ مضمرٍ، أي: هي نزّاعةٌ، أو يكونُ {لظى} بدلا من الضميرِ المنصوبِ، و{نزّاعةٌ} خبرُ إنّ، وعلى الثاني يكونُ {لظى نزّاعةٌ} جملة من مبتدأ وخبرٍ، في محلِّ الرفعِ خبرا ل (إن) مفسِّرة لضمير القصة، وكذا على الوجهِ الثالثِ. ويجوزُ أنْ يكون {نزّاعةٌ} صفة لـ {لظى} إذا لم تجعلْها علما؛ بل بمعنى اللّهبِ، وإنما أُنِّث النعتُ فقيل: {نزّاعةٌ} لأنّ اللهب بمعنى النار، قاله الزمخشريُّ وفيه نظرٌ لأنّ {لظى} ممنوعةٌ من الصّرْفِ اتفاقا.قال الشيخ بعد حكايته الثالث عن الزمخشري: ولا أدري ما هذا المضمرُ الذي ترْجم عنه الخبرُ؟ وليس هذا من المواضعِ التي يُفسِّرُ فيها المفردُ الضمير، ولولا أنه ذكر بعد هذا (أو ضمير القصة) لحملْتُ كلامه عليه. قلت: متى جعله ضميرا مُبْهما لزِم أننْ يكون مفسّرا بمفرد، وهو إمّا {لظى}، على أنْ يكون {نزاعةٌ} خبر مبتدأ مضمرٍ، وإمّا {نزاعةٌ} على أنْ يكون {لظى} بدلا من الضميرِ، وهذا أقربُ. ولا يجوزُ أنْ يكون {لظى نزّاعةٌ} مبتدأ وخبرا، والجملة خبرٌ ل (إن) على أنْ يكون الضميرُ مبهما لئلا يتّحِد القولان، أعني هذا القول وقول إنها ضميرُ القصة، ولم يُعْهدُ ضميرٌ مُفسّرٌ بجملة إلاّ ضميرُ الشأنِ والقصةِ.وقراءة الرفعِ في {نزّاعةٌ} هي قراءة العامّةِ. وقرأ حفص وأبو حيوة والزعفرانيُّ واليزيديُّ وابنُ مقسم {نزّاعة} بالنصب. وفيها وجهان، أحدُهما: أنْ ينتصب على الحالِ. وفي صاحبِها أوجهٌ، أحدُهما: أنه الضميرُ المُسْتكِنُّ في {لظى} لأنّها، وإنْ كانتْ علما، فهي جارِيةٌ مجْرى المشتقات كالحارثِ والعبّاس، وذلك لأنها بمعنى التّلظِّي، وإذا عمِل العلمُ الصريحُ والكُنْيةُ في الظروف فلأنْ يعمل العلمُ الجاري مجْرى المشتقاتِ في الأحوالِ أوْلى وأحْرى. ومِنْ مجيء ذلك قوله: ضمّنه معنى (أنا المشهورُ في بعض الأحيان). الثاني: أنه فاعلُ {تدْعو} وقُدِّمتْ حالُه عليه، أي: تدعو حال كونِها نزّاعة.ويجوز أنْ تكون هذه الحالُ مؤكِّدة، لأنّ {لظى} هذا شأنُها، وهو معروفٌ مِنْ أمرِها، وأنْ تكون منتقِلة؛ لأنه أمرٌ توقيفيٌّ. الثالث: أنه محذوفٌ هو والعاملُ، تقديرُه: تتلظّى نزّاعة. ودلّ عليه {لظى}.الثاني من الوجهيْن الأوّليْن: أنّها منصوبةٌ على الاختصاصِ. وعبّر عنه الزمخشريُّ بالتّهْويل، كما عبّر عن وجهِ رفْعِها على خبرِ ابتداءٍ مضمرٍ، والتقدير: أعني نزّاعة، وأخصُّها. وقد منع المبِّردُ نصب {نزّاعة} قال: لأنّ الحال إنما يكونُ فيما يجوزُ أنْ يكون وأنْ لا يكون، و{لظى} لا تكونُ إلاّ نزّاعة، قاله عند مكي، وردّ عليه بقوله تعالى: {وهُو الحق مُصدِّقا} [البقرة: 91]، {وهذا صِراطُ ربِّك مُسْتقِيما} [الأنعام: 126] قال: فالحقُّ لا يكونُ إلاّ مصدِّقا، وصراطُ ربِّك لا يكونُ إلاّ مُسْتقيما. قلت: المبردُ بنى الأمر على الحالِ المبيِّنة، وليس ذلك بلازم؛ إذ قد وردتِ الحالُ مؤكِّدة، كما أورده مكيٌّ وإنْ كان خلاف الأصلِ.واللّظى في الأصلِ: اللّهبُ. ونُقل علما لجهنم، ولذلك مُنِع من الصّرْفِ. والشّوى: الأطرافُ جمع شواة كنوى ونواة. وقيل: الشّوى: الأعضاءُ التي ليستْ بمقْتل، ومنه: رماه فأشْواه، أي: لم يُصِبْ مقْتله. وقيل: الشّوى: جمعُ شواة، وهي جِلْدةُ الرأسِ، وأُنْشد للأعشى: وقيل: هو جِلْدُ الإِنسانِ. والشّوى أيضا: رُذالُ المالِ، والشيءُ اليسيرُ. و{تدْعُو} يجوزُ أنْ يكون خبرا لإِنّ، أو خبرا لمبتدأ محذوفٍ، أو حالٌ من {لظى}، أو مِنْ {نزّاعة} على القراءتيْن فيها؛ لأنها تتحمّلُ ضميرا.{إِنّ الْإِنْسان خُلِق هلُوعا (19)}قوله: {هلُوعا}: حالٌ مقدرةٌ. والهلعُ مُفسّر بما بعده، وهو قوله: (إذا) و(إذا) قال ثعلب: سألني محمد بنُ عبد الله ابن طاهر ما الهلعُ؟ فقلت: قد فسّره اللهُ، ولا يكون أبْين مِنْ تفسيرِه، وهو الذي إذا ناله شرٌ أظهر شِدّة الجزعِ، وإذا ناله خيرٌ بخِل به ومنعه الناس. انتهى. وأصلُه في اللغةِ على ما قال أبو عبيد أشدُّ الحِرْصِ وأسْوأُ الجزع. وقيل: هو الفزعُ والاضطرابُ السريعُ عند مسِّ المكروهِ، والمنعُ السريعُ عند مسِّ الخيرِ، مِنْ قولهم: ناقةٌ هِلْواع، أي: سريعةُ السّيْرِ.{إِذا مسّهُ الشّرُّ جزُوعا (20) وإِذا مسّهُ الْخيْرُ منُوعا (21)}قوله: {جزُوعا} و{منوعا} فيهما ثلاثةُ أوجهٍ:أحدُها: أنهما منصوبان على الحال من الضمير في {هلُوعا} وهو العاملُ فيهما، والتقدير: هلُوعا حال كونِه جزُوعا وقت مسِّ الشرِّ، ومنوعا وقت مسِّ الخيرِ. والظرفان معمولان لهاتيْنِ الحاليْنِ. وعبّر أبو البقاء عن هذا الوجهِ بعبارةٍ مُوْهِمةٍ. وهو يريدُ ما ذكرْتُه فقال: {جزوعا} حالٌ أخرى، والعاملُ فيها {هلُوعا}. فقوله: (أخرى) يُوهم أنها حالٌ ثانية وليستْ متداخِلة، لولا قوله: (والعاملُ فيها {هلُوعا}). الثاني: أنْ يكونا خبريْن ل كان أو صار مضمرة، أي: إذا مسّه الشرُّ كان أو صار جزوعا، وإذا مسّه الخيرُ كان أو صار منوعا قاله مكي. وعلى هذا فإذا شرطيةٌ، وعلى الأولِ ظرفٌ محْضٌ، العاملُ فيه ما بعده، كما تقدّم. الثالث: أنهما نعتٌ لـ {هلُوعا} قاله مكي. إلاّ أنّه قال: وفيه بُعْدٌ؛ لأنك تنْوي به التقديم قبل (إذا). انتهى. وهذا الاستبعادُ ليس بشيءٍ، فإنه غايةُ ما فيه تقديمُ الظرفِ على عاملِه، وإنما المحذورُ تقديمُ معمولِ النعتِ على المنعوتِ.{إِلّا الْمُصلِّين (22)}قوله: {إِلاّ المصلين}: استثناءٌ من {الإِنسان} إذ المرادُ به الجنسُ. ومثلُه: {إِنّ الإنسان لفِى خُسْرٍ إِلاّ الذين آمنُواْ} [العصر: 2-3].وقرأ حفص: {بشهاداتِهم} جمعا، اعتبارا بتعدُّدِ الأنواعِ. والباقون بالإِفرادِ، إذ المرادُ الجنسُ.{عنِ الْيمِينِ وعنِ الشِّمالِ عِزِين (37)}قوله: {عِزِين}: حالٌ من {للذين كفروا} وقيل: حالٌ من الضمير في {مُهْطِعين}، فتكون حالا متداخلة. و{عن اليمين} يجوزُ أنْ يتعلّق ب {عِزين} لأنه بمعنى متفرِّقين، قاله أبو البقاء، وأنْ يتعلّقُ بمُهْطِعين، أي: مُسْرِعِين عن هاتيْن الجهتين، وأنْ يتعلّق بمحذوفٍ على أنّه حالٌ، أي: كائنين عن اليمين، قاله أبو البقاء. وعِزِيْن جمعُ (عِزة) والعِزةُ: الجماعة، قال مكي: وإنما جُمِع بالواوِ والنونِ لأنه مؤنثٌ لا يعْقِلُ؛ لكون ذلك عِوضا مِمّا حُذِف منه. قيل: إنّ أصله عِزْهة، كما أنّ أصل سنة سنْهة ثم حُذِفتِ الهاءُ. انتهى. قوله: (لا يعْقِلُ) سهوٌ لأنّ الاعتبار بالمدلولِ، ومدلولُه بلا شك عقلاءُ.واختلفوا في لام (عِزة) على ثلاثةِ أقوالٍ، أحدُها: أنّها واوٌ مِنْ عزوْتُه أعْزُوْه، أي: نسبْتُه؛ وذلك أنّ المنسوب مضمومٌ إلى المنسوبِ إليه، كما أنّ كلّ جماعةٍ مضمومٌ بعضُها إلى بعضٍ. الثاني: أنّها ياءٌ، إذ يُقال: عزيْتُه بالياء، أعْزِيْهِ بمعنى: عزوْته، فعلى هذا في لامِها لغتان، الثالث: أنها هاءٌ، ويُجْمعُ تكسيرا على عِزى نحو: كِسْرة وكِسر، واسْتُغْنِي بهذا التكسيرِ عن جمعِها بالألفِ والتاءِ، فلم يقولوا: عِزات كما لم يقولوا في شفة وأمة: شِفات ولا إمات استغناء بشِفاهٍ وإماءٍ، وقد كثُر ورودُه مجموعا بالواوِ والنون. قال الراعي: وقال الكميت: وقال عنترة: وقال آخر: وقال آخر: والعِزةُ لغة: الجماعةُ في تفْرِقة. هذا قول أبي عبيدة. وقال الأصمعيُّ: العِزُون: الأصناف. يقال: في الدار عِزُون، أي: أصناف. وقال غيرُه: الجماعةُ اليسيرةُ كالثلاثةِ والأربعةِ. وقال الراغب: وقيل: هو مِنْ قولهم: عزِي عزاء فهو عزٍ إذا صبر، وتعزّى: تصبّر، فكأنها اسمٌ للجماعة التي يتأسّى بعضُهم ببعض.{أيطْمعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أنْ يُدْخل جنّة نعِيمٍ (38)}قوله: {أن يُدْخل}: العامّةُ على بنائِه للمفعول. وزيدُ بن علي والحسن وابن يعمر وأبو رجاء وعاصمٌ في روايةٍ على بنائِه للفاعلِ.{فلا أُقْسِمُ بِربِّ الْمشارِقِ والْمغارِبِ إِنّا لقادِرُون (40)}قوله: {فلا أُقْسِمُ}: قد تقدّم غير مرةٍ. وقرأ جماعة {فلأُقْسِمُ} دون ألفٍ. والعامّةُ على جمعِ {المشارق والمغارب}. والجحدريُّ وابنُ محيصن بإفرادِهِما.و{إنّا لقادِرون} جوابُ القسمِ. وقرأ العامّةُ {يُلاقُوا}، وأبو جعفر وابن محيصن {يلْقوْا} مضارع لقِي.{يوْم يخْرُجُون مِن الْأجْداثِ سِراعا كأنّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُون (43)}قوله: {يوْم يخْرُجُون}: يجوزُ أنْ يكون بدلا مِنْ {يوْمهم} أو منصوبا بإضمار أعني. ويجوزُ على رأْيِ الكوفيين أن يكون خبر ابتداءٍ مضمرٍ، وبُنِي على الفتحِ، وإنْ أُضيف إلى مُعْربٍ، أي: هو يوم يخْرُجون، كقوله: {هذا يوْمُ ينفعُ} وقد مرّ الكلامُ فيه مُشْبعا. والعامّةُ على بناءِ {يخْرُجون} للفاعلِ، ورُوي عن عاصمٍ بناؤُه للمفعولِ.قوله: {سِراعا} حالٌ مِنْ فاعل {يخْرُجون} جمع سريع كظِراف في ظريف. و{كأنّهم} حالٌ مِنْ ضميرِ الحالِ فتكونُ متداخلة.قوله: {إلى نُصُبٍ} متعلِّقٌ بالخبرِ. والعامّةُ على {نصْبٍ} بالفتح والإِسكان، وابنُ عامر وحفصٌ بضمتين، وأبو عمران الجوني ومجاهد بفتحتيْن، والحسنُ وقتادةُ بضمةٍ وسكون. فالأُولى هو اسمٌ مفردٌ بمعنى العلم المنصوبِ الذي يُسْرِع الشخصُ نحوه. وقال أبو عمروٍ: هو شبكةُ الصائدِ يُسْرِع إليها عند وقوعِ الصيدِ فيها مخافة انفلاتِه. وأمّا الثانيةُ فتحتمل ثلاثة أوجهٍ. أحدها: أنه اسمٌ مفردٌ بمعنى الصّنمِ المنصوبِ للعبادة، وأنشد للأعشى: الثاني: أنه جمعُ نِصاب ككُتُب في كِتاب. الثالث: أنه جمعُ نصْبٍ نحو: رهْن في رُهُن، وسقْف في سُقُف، وهذا قول أبي الحسن. وجمْعُ الجمعِ أنْصاب. وأمّا الثالثةُ ففعل بمعنى مفْعول، أي: منْصوب كالقبضِ والنّقضِ. والرابعةُ تخفيفٌ من الثانية و{يُوْفِضون}، أي: يُسْرعون. وقيل: يسْتبْقون. وقيل: يسْعوْن. وقيل: ينْطلقون. وهي متقاربةٌ. وأنشد: وقال آخر: أي مُسْرِعة.{خاشِعة أبْصارُهُمْ ترْهقُهُمْ ذِلّةٌ ذلِك الْيوْمُ الّذِي كانُوا يُوعدُون (44)}قوله: {خاشِعة}: حالٌ: إمّا مِنْ فاعلِ {يُوْفِضون}، وهو أقربُ أو مِنْ فاعل {يخْرجُون}، وفيه بُعْدٌ منه، وفيه تعدُّدُ الحالِ لذي حالٍ واحدة وفيه الخلافُ. و{أبْصارُهم} فاعلٌ. وقراءة العامّةِ على تنوينِ {ذِلّةٌ} والابتداءُ ب {ذلك اليومُ}، وخبرُه {الذي كانوا}. وقرأ يعقوب والتمار بإضافة {ذِلّةُ} إلى {ذلك} وجرِّ {اليوم} لأنه صفةٌ لـ {ذلك}. و{الذي} نعتٌ لـ {اليوم}. و{ترْهقُهُم}: يجوزُ أنْ يكون استئنافا، وأنْ يكون حالا مِنْ فاعل {يُوْفِضون}، أو {يخْرُجون}، ولم يذْكُرْ مكيٌّ غيره. اهـ.
|